Tuesday, July 20, 2010

نص خطاب الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد في مؤتمر اسطنبول الدولي حول الصومال

نص خطاب الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد في مؤتمر اسطنبول الدولي حول الصومال

22 مايو خطاب الشيخ شيخ شريف أحمد

الأمين العام ،

رئيس الوزراء ،

أصحاب السعادة ،

السيدات والسادة ،

إنه لمن دواعي السرور والغبطة أن أقف اليوم أمامكم كإخوة وكأصدقاء للشعب الصومالي الذي طالت معاناته. كما أعرب أصالة عن نفسي ونيابة عن الشعب الصومالي وعن الحكومة الفدرالية الانتقالية عن شكرنا وتقديرنا الكبيرين لتركيا حكومة وشعبا لأستضافتها هذه التظاهرة الإنسانية العالمية لأجل الصومال، فنحن ممتنون لكل من ساهم لعقد هذا المؤتمر الحاشد، مؤتمر اسطنبول التي ظلت لقرون طويلة عاصمة للخلافة الإسلامية تشع بنور الحضارة على العالم بأسره، كما نحن نرجو من جميع البلدان ومن المنظمات والهيآت العالمية تقديم الدعم اللازم للصومال حتي يقوم كبوته ويتعافى من محنته.

أيها السيدات والسادة، لقد عانى الصومال 20 عاما من الفوضى وعدم الإستقرار والنزوح الجماعي في داخل البلد وإلى خارجه عندما ضاقت على الشعب سبل كسب المعيشة في المدن والقرى على حد سواء بسب فقدان الأمن والأمان. ويواجه الصومال في الوقت الحاضر ظاهرة جديدة لم يعهده في تاريخه المديد، وهي ظاهرة التطرف المقنع بقناع من الدين والتمرد علي جميع القيم الإسلامية الأساسية وإستباحة أقدس المقدسات وأعظم الحرمات، وهي دم الإنسان البريئ، قتل الناس وهم صيام، قتلوا وهم في المساجد، ذبحو وهم يرددون باشهادتين، كماظهرت ظاهرة القرصنة وهي حالة إنسانية رهيبة محليا ودوليا. كما واجهنا في الآونة الأخيرة فترة قصيرة الاضطراب السياسي الداخلي -- وهو ما حدث بالفعل ، ونحن مقبلون على إحداث تغيير أساسي في البنية الحكومية وذلك لتعيين واختيار مجموعة أكثر كفاءة ووظيفية في المرافق الحكومية الحيوية، ووضع خطة طويلة الأجل لأجل بناء مؤسسات مستقرة.

سيداتي وسادتي، لولا صمود الشعب الصومالي ورفضه الإستسلام لواقعه الأليم، لما كان على قيد الحياة اليوم، إن لإستثمارات الصوماليين في الهجر، والقطاع الخاص دورا حيويا في حياة الشعب الصومالي. وندرك ونقدر أيضا أهمية الدعم من المجتمع الدولي في المجالات السياسية والأمنية والإنسانية والتنموية.

إن الغرض من مؤتمر اسطنبول هو تحريك الملف الصومال ورفعه إلى المستوى العالمي وتسليط الأضوء على أطول مأساة إنسانية بهذا الحجم في العصر الحديث، وذلك لإظهار الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لإنهاء هذه المأساة، وبذل الحد الأدنى من الدعم الذي يغطي الاحتياجات الأساسية، الأمنية والإنسانية، وأيضا لزيادة الدعم في القطاعات الإنتاجية والاجتماعية والاقتصادية لتحقيق استقرار دائم في الصومال.

ولأن تعدد ما لا يحتاجه الصومال أسهل وأقل من تعداد ما يحتاجه من الضروريات، إن الدافع الأساسي لإستمرار وديمومة الصراع في الصومال هو الفقر المترتب من فعل الإنسان. ونحن بحاجة إلى تغيير النظرة الى الصومال. ولذلك نحاول في هذه الجلسة أن نسلط الضوء على بعض الفرص الممكنة، والتي يمكن البناء عليها.

فمنذ اتفاقة جيبوتي في عام 2008 ، حاولت الحكومة الوصول إلى جميع الجماعات التي ترغب عودة السلام والإستقرار الى الصومال. وقد أحرزنا تقدما معتبرا في مجال المصالحة، ومازالت أيدينا ممدودة بالسلام وستظل كذلك إلى أن يعم السلام في السلام. وآخر هذه الجهود التي كللت باالنجاح، هوالاتفاق الذي وقعناه مؤخرا مع جماعة أهل السنة والجامعة. وكذلك مع بعض جماعات المعارضة المسلحة الأخرى. ومما يجري الآن إنجازه بخطى متسارعة، هو مشروع كتابة الدستور الدائم للبلد، وهذا الدستور ينبغي أن يكون جاهزا بحلول حزيران / يونيو من هذا العام 2010. ونحن نعترف بأنه ليس بإمكان الحكومة إنجاز كل المهام الموكلة اليها في هذا الوقت القصير المحدود.

وفيما يخص تجنيد وتدريب القوات المسلحة، لدينا الآن ما يقرب من 7000 من قوات الشرطة، والقوات المسلحة هي قريبة من 10،000 جندي. ومع ذلك يمكن القيام بالمزيد. والبرلمان يحتاج الى التركيز على الأنشطة التشريعية الرئيسية التي تسهم في المساءلة في اتجاه تحقيق النضج السياسي في الصومال والذي يمر بمرحلة انتقالية، والعمل على تنمية وروح الوطنية، وتقديم المصلحة الوطنية الصومالية على المصلحة الفريية والفئوية، وتحتاج الحكومة التحرك إلى الأمام لتنفيذ رؤيتها نحو خدمة شعبنا وتوفير البيئة المواتية لنمو القطاع الخاص.

ان مهمتنا هي الرعاية والتلبية لاحتياجات الشعب الصومالي، لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، والمصالحة الوطنية، وأن يكون الصومال عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي. ونسعى دائما الى إعادة أمن واستقرار وازدهار الصومال، صومال يعيش في سلام مع نفسه ومع جيرانه ، حيث يمكن للمواطن أن يمارس أنشطة حياته اليومية بكل ثقة وأمان وكرامة ، مع احترام ثقافة الصومالية التقليدية والقيم الاسلامية.

أيها السيدات والسادة، إن الصومال بلد غني بموارده الطبيعية الغير الستغلة، مثل الثروة السمكية والثروة الحيوانية والنفط والغاز،وأغلب أنواع المعادن ولكن بكميات مختلفة. ونحن نطلب منكم إخواننا وأصدقائنا أن تساعدونا على إعادة ألأمن والإستقرار إلى ربوع الصومال حتي نتمكن من التطوير والإستثمار في هذه القطاعات. ونحن إذ نثني على العمل الحالي لبعثة الاتحاد الأفريقي وتشجيع الدول الافريقية لتوفير قوات إضافية لمساعدة الحكومة وقواتها في توفير حالة أكثر استقرارا يسمح ليطلق النار على الاخضر للنمو الاقتصادي ، ويسهم في السلام ، ويعزز الاقتصاد الصومالي ويخلق المزيد من فرص العمل .

أخيرا وليس آخرا ، فإننا نقدر مجتمع رجال الأعمال الصوماليين والمهجر على دعمهم المتواصل للصومال. الحكومة تشجع شراكة القطاعين العام والخاص وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي والروابط.

ونشكر مرة أخرى على المشاركة في استضافة المؤتمر ، وتشجيع لنا جميعا لإيجاد السبل من أجل تحقيق الاستقرار في الصومال والنمو الاقتصادي.


Dated by May 22nd, 2010

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.